حوار - بوشنافة يتحدث عن مشكلة تسويق اللاعب شمال إفريقي.. وسبب نجاح اللاعبين الأفارقة في الاحتراف
تواجه كرة القدم الشمال أفريقية، صعوبة في تسويق اللاعبين على المستوي الأوروبي، على الرغم من موهبتهم الكبيرة وامكانياتهم العالية، وذلك بعكس اللاعبين الأفارقة الذين يأتون من جنوب الصحراء، والمنتشرين بقوة في الملاعب الأوروبية.
حرص «الفجر»، على التواصل مع المستشار الرياضي “وليد بوشنافة” من أجل الحديث حول أزمة تسويق اللاعب الشمال أفريقي، والكشف الفارق بين كرة القدم المصرية والجزائرية، وتوقعاته لبطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة.
- لماذا ينجح لاعبوا الأفارقة في الإحتراف عن اللاعب الشمال إفريقي العربي على الرغم من فارق الموهبة والإمكانات؟
اللاعب الذي عادة أن يأتي من جنوب الصحراء، يكون له سهولة في الاحتراف لعدة عوامل، أهمها أن القيمة المالية الخاصة به تكون منخفضة جدًا على عكس اللاعب الموجود في الدوريات العربية الكبيرة مثل الدوري المصري والتونسي والجزائري والمغربي أو حتى في ليبيا، لأن قيمتهم المالية مرتفعة، ولذلك لا يمكن للفرق الأوروبية المتوسطة، ببلجيكا والبرتغال أو حتى في فرنسا، أن تدفع كل هذه الرواتب العالية.
بالإضافة إلى أن إمكانيات اللاعب الشمال أفريقي، يرفض عادة الإحتراف في مثل هذه الفرق المتوسطة في أوروبا، وأنا عادة أشبه لاعبي شمال إفريقيا بلاعبي المكسيك، لأن المنتخب المكسيكي عادة يصل إلى كأس العالم ويتنافس في الأدوار الإقصائية بشدة ويقدم أداء رائع، على الرغم من أن اللاعبين المكسيكيين قليلين في أوروبا، إلا في الدوريات الكبرى، مما يُفسر بأن الدوري المكسيكي كبير وقوي وبه مال كبير وتسويق عالي مما جعل اللاعب المكسيكي لا يفكر في الاحتراف في أوروبا.
وهناك أيضًا لاعبين مثل جينياك مهاجم المنتخب الفرنسي، الذي شارك معهم في أخر نسخة من كأس العالم، فهو محترف بالدوري المكسيكي.
إذا نظرنا على الدوريات الأفريقية مثلًا الدوري السنغالي، سوف نجد أن أعلى أجر بالنسبة لأفضل اللاعبين هو 1500 دولار، وهذا المبلغ إذا نظرنا عليه في أحد الدوريات الشمال أفريقية، ستجد أنه أجر لاعب في مباراة واحدة فقط، لذلك لاعب جنوب الصحراء يكون سهل انتقاله إلى أوروبا، بالإضافة إلى وجود بعض الأكاديميات الأوروبية التى تتواجد في الدول الجنوب أفريقية على عكس دول الشمال.
- لماذا يكون هناك دائمًا مشكلة في تسويق اللاعب الشمال إفريقي في أوروبا؟
المشكلة في الطلبات المالية الكبيرة بالنسبة للاعبين والأندية، بالإضافة إلى قيمة التحويل وعدم وجود المعلومات الكافية عن اللاعبين على بعض المنصات الخاصة بتقييم اللاعبين بالنسبة للدول الأوروبية، وهذه الخاصية لا توجد عند الدوريات الشمال أفريقية، وأيضًا عدم استمرارية مشاركة المنتخبات والاندية في المحافل الدولية مثل كأس العالم، وإذا تم مشاركتهم يعتمدون على اللاعبين ذو الخبرة وليس الشباب، وبذلك لم يلتفت إليهم الكشافين الأوروبيين، وذلك على عكس لاعب جنوب الصحراء.
- هل من الصعب اكتشاف موهبة عربية تستطيع الوصول إلى ما وصل إليه صلاح ومحرز أو حتي زياش في الوقت الحالي؟
لا ليس بالصعب، شمال إفريقيا هي أصل كرة القدم، والذي يؤكد كلامي هو أنه إذا نظرنا إلى أفضل لاعب في منتخب بلجيكا خلال الخمس سنوات الأخيرة هو مروان فيلايني، وفي منتخب فرنسا نجد زين الدين زيدان وبنزيما بالإضافة إلى صبري لموشي، الذي كان من أصول تونسية، أظن أن لاعبي شمال إفريقيا لديهم هذه الميزة والتميز الذي يعتبره البعض هم برازيليون البحر المتوسط.
لكن المشكلة في عدم اكتشاف هذه المواهب، هي عدم احترافها في سن مبكر، وهذا ما يجعلها غير قادرة على اللعب في أكبر الفرق الأوروبية، لكن أظن أن النتائج التى يقدمها المنتخبات العربية مؤخرًا وما يقدمه محمد صلاح مع ليفربول وبن رحمة المولود بالجزائر مع وست هام، ورياض محرز وغيرهم، جعل الكشافة الأوروبية تهتم كثيرًا بالمواهب العربية وخاصة الشمال أفريقية.
- إلى كرة القدم العالمية.. من ترشح للتتويج بالدوري الإيطالي والإنجليزي والإسباني؟
هذا السؤال تتغلب فيه العاطفة أكثر، لكن توقعاتي المرشح للفوز بالدوري الإيطالي هو نادي يوفنتوس، أما بالنسبة للبريميرليج، سوف يستمر الصراع حتى النهاية بين عمالقة الدوري، لكن الدوري الإسباني هذا الموسم قريب من ريال مدريد بشكل كبير.
- هل ترى بأن محمد صلاح لن يُجدد عقده مع ليفربول وما هي وجهة الأنسب حال عدم التجديد؟ كذلك الأمر بالنسبة لرياض محرز؟
فريق ليفربول هو من أكبر الأندية الأوروبية، لكن غياب النجوم في كلًا من ريال مدريد وبرشلونة خلال الفترة الأخيرة، يجعل الباب مفتوحًا أمام فخر العرب "مو صلاح"، ليكون موجودًا في أحدهم، غير أن في مجال التسويق الرياضي أظن أن باريس سان جيرمان الفرنسي، يحتاج إلى نجم عربي يمثله من أجل أن يكون قدوه للجماهير العربية المتابعة للفريق، سواء كانت الموجودة بفرنسا من أبناء الجزائر وتونس ومصر والمغرب، أو تلك المتابعة للفريق من دول الخليج العربي أو شمال إفريقيا.
أتوقع أن إدارة باريس سان جيرمان، سوف تقترح النظر إلى ملف صلاح لأن وجوده مع الفريق سوف يجعله مشهورًا عربيًا، مما يمكنه منافسة ريال مدريد وبرشلونة من حيث عدد المناصرين والمتتبعين له بالوطن العربي.
وبحسب معلوماتي بأن باريس سان جيرمان ينظر إلى الملف العربي كثيرًا خلال الفترة الأخيرة، لأنهم وضعوا صفحات بإسم الفريق باللغة العربية، لذلك أظن أن السياسة التسويقية بالفريق تتجه إلى العالم العربي، مما يجعلنا نتوقع بأن هناك نجم عربي كبير سيوقع لهم خلال الفترة المقبلة.
أما رياض محرز يكون بعيدًا عن فريق النجوم بباريس سان جيرمان، وصلاح هو الأقرب، ولا ننسي أن ريال مدريد وبرشلونة بعد رحيل رونالدو وميسي، فهم يفتقدون للنجم الأول وبذلك من الممكن وجود صلاح في أيًا منهما.
- برأيك لماذا يفرض الأهلي المصري سيطرته على القارة الإفريقية ؟
الأهلي يفرض سيطرته على الكرة الأفريقية، نظرًا للقاعدة الجماهيرية الكبيرة التى يتمتع بها، وأيضًا نظام الإدارة للفريق على أعلى مستوى، بالإضافة إلى التاريخ الكبير، هذه كلها عوامل موجوده في النادي الأهلي.
أنا كنت درست عمرو محب الذي يعمل في الطاقم الإداري بالنادي الأهلي، والمكلف بالعلاقات الدولية مع الفريق فهو مستواه عالي وعالي جدًا، وكان له عندي فرص المشاركة في المؤتمرات الأوروبية.
ما يقدمه النادي الأهلي، هو أعلى بكثير مما يقدمه أي فريق في ليس في إفريقيا فقط بل في فرنسا وألمانيا وإنجلترا، النادي الأهلي هو أهلي العرب وأهلي الشعب، وأنا أنصح الفيفا والمركز الدولي لدراسات كرة القدم، أن يكون الأهلي نموذجًا للتطبيق، وأنصح جميع الأندية بأن يجعلوا الأهلي نموذجًا لهم في النجاحات، ومتأكد بأن الأهلي سيتوج بكأس العالم للأندية عاجلًا أم أجلًا.
- ماذا عن توقعات لمشوار المنتخبات العربية في كأس الأمم الإفريقية "المغرب وتونس ومصر والجزائر تحديدًا"؟
المنتخبات العربية الأربعة، هم مرشحون للفوز باللقب، المنتخب المغربي يسعى للتتويج بأول ألقابه بعدما فشل أمام الجزائر وساحل العاج من قبل في المباريات النهائية، أمام منتخب الجزائر فهو حامل لقب النسخة الماضية وتوج مؤهرًا بكأس العرب، ولديه جميع العوامل التى ترشحه بالحفاظ على اللقب.
المنتخب التونسي، لديه العديد من التجارب الأفريقية التى تؤهله للمنافسة على اللقب، خاصة وأنه يمتلك لاعبين ذو خبرة أفريقية كبيرة حيث يتواجد به لاعبين من الترجي والنجم الساحلي، ونعرف ما فعلته هذه الفرق إفريقيًا.
المنتخب المصري تتوافر به نفس عوامل المنتخب الجزائري، ومن الممكن أن نجدهم في المباراة النهائية، لكن عوامل الحرارة والأجواء المحيطة الغير رياضية، هي التى قد تؤثر بالسلب على المنتخبات العربية.
- برأيك ماهو الفارق بين الكرة المصرية والجزائرية على مستوى الأندية والمنتخبات؟
الفارق كبير بين البلدين بالنسبة للامكانيات والملاعب وأيضًا مراكز التدريب، أظن أن مصر تتفوق من هذه الناحية، بالإضافة إلى أنني تحصلت على شهادة الفيفا من جامعة القاهرة، وأنصح الأندية الجزائية بأن تتخذ الكرة المصرية مثلًا لها في التسويق والتسيير الرياضي بالإضافة إلى قوة الإعلام الرياضي.
لكن هناك أشياء كثيرة تجمع بين البلدين، منهم التعصب الكروي ومعرفة الجماهير لكرة القدم وعشقهم بها، وحبهم للألوان، بالإضافة إلى المواهب الكبيرة حيث أنا أعتبر بأن مصر والجزائر هم منبع المواهب الكروية في إفريقيا.