غالتييه يبدأ مرحلة التخلص من المنبوذين في باريس سان جيرمان
وضع باريس سان جيرمان 11 لاعبًا على قائمة المغادرين، ليس من بينهم البرازيلي نيمار حتى الآن، لكن عملية رحيلهم عن الفريق الفرنسي تبدو معقدة للغاية سواء بسبب المبالغ المرتفعة التي يطلبها البي إس جي أو الرواتب الخيالية التي يدفعها لهم وحتى عدم وجود عروض.
وكان المدرب الجديد كريستوف غالتييه قد كشف خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي أنه "يجب تقليص قوام الفريق، لا يمكن أن يتواجد لاعبون لا يشاركون تقريبًا طوال الموسم"، ما دفع إدارة النادي للبدء في العمل بشكل فوري، وفقًا لما أكدته صحيفتا ليكيب ولوباريزيان اليوم الأحد.
وأصبحت مهمة التخلص من الحمل الزائد في باريس سان جيرمان ملقاة على عاتق البرتغالي أنتيرو هنريكي، المدير الرياضي السابق في الفريق بين 2017 و2019، بعد رحيل البرازيلي ليوناردو عن منصب المدير الرياضي ووصول لويس كامبوس كمستشار فني.
ويعد خط الوسط هو الأكثر تأثرًا بثورة التجديد التي بدأها مسؤولو النادي الذين يبحثون عن مخرج لستة لاعبين، لا سيما مع استقدام البرتغالي فيتينيا قادمًا من بورتو، ووصول المفاوضات مع ليل للحصول على خدمات ريناتو سانشيز لمرحلة متقدمة للغاية.
وأصبحت الرواتب الضخمة التي يطالب بها اللاعبون هي العقبة الأولى في وجه هنريكي.
وكشفت ليكيب أن لاعب الوسط الأرجنتيني لياندرو باريديس البالغ من العمر 28 عامًا ويتبقى في عقده عامين آخرين، تم تحديد مبلغ 35 مليون يورو مقابل الاستغناء عنه، ما جعل مانشستر يونايتد يصرف النظر عن فكرة التعاقد معه.
وأضافت الصحيفة أن نفس السيناريو تكرر مع المدافع السنغالي عبدو ديالي (26 عامًا ويتبقى في عقده عامان أيضًا)، الذي أبدى توتنهام اهتمامًا بضمه قبل أن يفضل الحصول على توقيع كليمون لونغليه معارًا من برشلونة.
بالمثل، فقد لاعبون آخرون جزءًا كبيرًا من قيمتهم السوقية أثناء الفترة التي قضوها في حديقة الأمراء مثل الهولندي جورجينيو فاينالدوم (31 عامًا ويمتد عقده حتى 2024)، والأرجنتيني ماورو إيكاردي (29 عامًا ولا يزال في عقده عامان أيضًا)، ما دفع الجريدة الفرنسية للاعتراف بأن غالتييه يحتاج إلى "معجزة" للتخلص منهما.
كما أن رواتب اللاعبين الكبيرة تمثل مأزقًا آخرًا لباريس سان جيرمان، خاصة وأن الفرق الأوروبية الأخرى تنتهج سياسة التقشف، فعلى سبيل المثال يتقاضى إيكاردي 9.6 مليون يورو خالصة الضرائب سنويًا، بينما يحصل الظهير الأيسر لايفين كورزاوا (29 عامًا وبالكاد يظهر مع الفريق) على ستة مليون يورو سنويًا ويمتد عقده لموسمين إضافيين.
ويكلف لاعب الوسط الإسباني آندير إيريرا (33 عامًا وبعامين في عقده بعد) خزينة النادي ثمانية مليون يورو سنويًا، بينما يحصل زميله الألماني يوليان دراكسلر على 6.75 مليون يورو ويتبقى في عقده موسمان أيضًا.
ويمني الفريق الباريسي نفسه بإبداء بعض اللاعبين لقدر من المرونة من أجل الحصول على دقائق لعب وبالتالي إمكانية استدعاءهم من قبل منتخبات بلادهم لخوض مونديال قطر الذي ينطلق في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ثم يأتي ملف نيمار الذي يبلغ من العمر 30 عامًا ولم يحصل بعد على الضوء الأخضر رسميًا للرحيل عن باريس.
ولم يبخل غالتييه بالثناء على النجم البرازيلي في مؤتمره الصحافي الأول، واصفًا إياه بـ "لاعب من الطراز الرفيع، أحد أفضل اللاعبين في العالم"، قبل أن يستدرك "لكن يجب تحقيق التوازن، وعلى أي حال أتمنى استمراره".
ومن منطلق شهرته بكونه أكثر صرامة من سابقيه، كشف غالتييه صراحة أن هناك مجلس إدارة جديد للنادي يعمل على منح روح الفريق الأولوية وليس المجاملات الشخصية.
وأوضح المدرب: "لن يكون هناك لاعبًا فوق الفريق، وإذا خرج لاعب عن النص فسيتم استبعاده".
من جانبها، أشارت صحيفة لوباريزيان التي تملك أفضل المصادر داخل البي إس جي، إلى أن النادي ليس لديه مشكلة رياضية مع نيمار حتى حين يتراجع مستواه، وأن الأمر يتعلق بجوانب غير رياضية لأنها أمور "سلوكية" بالأساس ومنها على سبيل المثال الوصول المتأخر إلى التدريبات "مرارًا وتكرارًا".
وذهبت الصحيفة لما هو أبعد من ذلك باعتبارها أنه "إذا لم يظهر رغبة حقيقية في التغير فسيجد الباب مفتوحًا أمامه للرحيل حتى لو كان صعبًا"، مذكرة بأنه يتقاضى 40 مليون يورو سنويًا ويرتبط مع النادي بعقد حتى 2027، وهي عوامل تعرقل بشدة مسألة إيجاد عرض له.
ورغم ذلك، عادت ليكيب للتذكير بأن هنريكي أثناء فترته السابقة في البي إس جي تمكن من إنهاء بعض الصفقات الجيدة مثل بيع غونزالو جيديش إلى فالنسيا مقابل 40 مليون يورو، ويوري برتشيتشي إلى أثلتيك بلباو مقابل 24 مليون يورو.