مؤمن الجندي يكتب: "جزيرة غمام" الكرة المصرية
عندما تمكن خلدون "الشر" من إشعال فتيل الفتنة داخل جزيرة غمام وأغوى كل من يقابله بتحقيق أحلامه الدنيوية، انقسمت الجزيرة قبلي وبحري.. وبات ناسها متفرقون لدرجة أن المسجد بات في ضفة والمدرسة في أخرى، وحل الغمام على أهل الجزيرة، ولكن ما السبب؟
رجل دين يعيش في جزيرة، يحبه كل أهلها ويذهبون إليه ليندموا ويغسلوا ذنوبهم، إنه "الشيخ مدين" الذي وزع تركته وهو في فراس الموت على مريديه الثلاثة، ليعطي السلطة الدينية لـ "محارب"، الذي جسّده الفنان فتحي عبدالوهاب، ويرمز للتشدد وهو ما يظهر في الاسم، وأعطى بيته لـ "يسري"، الذي يجسّده الفنان محمد جمعة، ويمثل التيار الديني المرتبط بالغيبيات، بينما أعطى سبحته لـ "عرفات"، الذي يؤدي دوره الفنان أحمد أمين، ويرمز إلى الوسطية، كما أعطاه الدفتر الذي كان يسجل فيه خطايا سكان الجزيرة.
الحكاية بدأت في الجزيرة مع ظهور "الأنا" فكل واحد يطمع في حصد كل ما يحلم به، وبدأت في الكرة المصرية بنفس قصة جزيرة غمام، فجزيرة الكرة المصرية متأخرة لسنوات طويلة ولا أحد يريد أن يعترف بالسبب، رغم أنه معلومًا كما كان في غمام.
لن أتحدث معكم في تطوير الملاعب والنظام القابض للرياضة في مصر تحديدًا كرة القدم، ولن أُسقط على مراكز شباب "متزوقة" ظاهريًا، بل أتحدث الآن عن فوضى التصريحات التي تخطت مرحلة الأدب، ويحاول أصحابها جاهدين وربما -لا يعلمون- إصابة وتدمير جيل جديد قادم يتعلم يوميًا منهم السب والقذف وعدم احترام أحد بالتعصب الأعمى.
معركة كل يومين أو ثلاثة، وعيد وصراخ وتحدٍ ومعايرة بكشف فضائح، ونحن نشاهد ذلك صامتون.. والمسؤولون يشاهدون وهم مستمتعون دون أي تدخل.. فماذا بعد؟
لقد أقام "خلدون" سورًا أسمنتيًا قسم جزيرة غمام نصفين.. وها قد أقيم أيضًا بين جماهير الكرة المصرية.. فهل تنتظرون الغمام يحط على جزيرة الكرة في مصر؟
تحتاج جزيرة الكرة المصرية إلى "عرفات" جديد لا يبحث عن مصلحة دنيوية، أو على الأقل يبدأ التطوير ووضع قوانين يحترمها الجميع، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمسؤول رياضي أو لاعب سابق لا يضع كلماته وتصريحاته في ميزان العقل أولًا.. هل يمكن ترك الحبل على الغارب.. احذركم بالزوبع كما حذر "الشيخ مدين" أهل جزيرة غمام.