16 عامًا على الرحيل.. محمد عبدالوهاب الأيقونة الخالدة في سماء "التتش" وقلوب الجماهير
16 عاما مرت على رحيل لاعب الأهلي ومنتخب مصر لكرة القدم السابق محمد عبدالوهاب، الذي غيبه الموت في الـ31 من أغسطس عام 2006 خلا تأديته المران الصباحي على ملعب "التتش".
ذكرى رحيل محمد عبدالوهاب الـ16
رحل محمد عبدالوهاب وهو بعمر الـ23، في مفاجأة صادمة لجمهور وعشاق النادي الأهلي والجماهير المصرية، حيث أنه كان لاعبا أساسيا في صفوف المنخب الوطني، ولطالما قدم أداءً كبيرًا خلال المباريات.
تمتع الراحل محمد عبدالوهاب بالعديد من المواهب، التي تنوعت بين كرة القدم والغناء، حيث كان يتمتع بصوت عذب، ما دفعه إلى تسجيل أغنيتين بصوته، وأشهرهما الأغنية التي أهداها للكابتن سيد عبدالحفيظ مدير الكرة الحالي للأهلي، خلال اعتزاله.
نال عبدالوهاب شهرة واسعة وحب كبير من الجماهير العاشقة للنادي الأهلي بوجه خاص، نظرا لمهارته الكبيرة وخلقه وتواضعه الذي شهد له به كل من تعامل معه حتى وفاته.
وغيب الموت النجم محمد عبدالوهاب في ريعان شبابها وهو يبلغ من العمر 22 عاما و11 شهرا ورغم مشواره القصير في الملاعب، إلى أنه حقق إنجازات وبطولات عديدة.
ولد الراحل محمد عبدالوهاب في قرية سنورس بمحافظة الفيوم في الأول من أكتوبر عام 1983، وبدأ مشواره مع كرة القدم في عمر الـ14 وبعدها ذهب إلى اختبارات البراعم بالزمالك واجتازها بنجاح واستمر في التدريب مع فرق الناشئين 4 أشهر، لكن والده رفض التوقيع على استمارات القيد بالزمالك، فانتقل لمركز شباب الألومنيوم ومنه إلى الفريق الأول.
تألق عبدالوهاب في صفوف الألومنيوم ليقع عليه الاختيار من قبل الكابتن حسن شحاتة، المدير الفني للمنتخب الشباب عام 2003، للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للشباب رقم 13 في بوركينا فاسو عام 2003، وهي البطولة التي أحرزتها مصر بعد تغلبها في النهائي المثير على كوت ديفوار بأربعة أهداف مقابل 3 وأحرز محمد عبد الوهاب هدف فوز مصر على مالي في دور الأربعة.
وخطف محمد عبدالوهاب الأنظار إليه خلال مشاركته في كأس العالم بالإمارات، وازداد تألقا بعد أن أعاده شحاتة إلى مركز الجناح الأيسر المدافع الذي يجيد فيه كثيرا، ليضمه الظفرة الذي كان يلعب في الدرجة الثانية إلى صفوفه لمدة 4 سنوات إلا أنه أعير إلى إنبي الذي شهد بزوغ نجمه في الدوري الممتاز ليضمه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول استعدادا لبدء تصفيات كأس العالم، ووضع عبد الوهاب بصمته في مشاركته الأولى الدولية بهدف في شباك السودان في مستهل مباريات التصفيات.
ولفت عبد الوهاب أنظار مسئولي الأهلي بعد تألقه ليسارعوا إلى استعارته لمدة موسمين من الظفرة ولكن اللاعب الراحل لم يلق ذات النجاح في بدايته مع الأهلي، فلم يشارك طوال الدور الأول لموسمه الأول مع الفريق سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله، ليواصل محاولاته للحصول على مكانة أساسية في الجبهة اليسرى للفريق في ظل منافسة شرسة مع الأنجولي جيلبرتو، إلا أنه كان يلعب أساسيًا في تشكيلة منتخب مصر رغم عدم مشاركته مع الأهلي.
دخل الراحل محمد عبدالوهاب تشكيلة البرتغالي مانويل جوزيه لوقت أكبر لكن نقطة التحول الأساسية جاءت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال إفريقيا نوفمبر 2005 بعدما دخل بديلا للأنجولي جيلبرتو بعد مرور 10 فقط من البداية، واستغل اللاعب الراحل الفرصة وقدم أداء مبهرا تخلله كرة عرضية متقنة أحرز منها أسامة حسني هدفا من بين ثلاثية الأهلي يومها، ونال استحسان الجميع.
وثبت محمد عبدالوهاب أقدامه مع الأهلي في التشكيلة الأساسية، عندما تعرض جيلبرتو لإصابة بالغة بينما كان اللاعب الراحل يشارك مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية ليصبح عبد الوهاب لاعبا مهما في صفوف الأهلي ومنتخب مصر لا سيما بعد مشاركته الإيجابية في فوز "الفراعنة" بكأس الأمم الأفريقية 2006، ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء وقاد الجبهة اليسرى للأهلي بثبات وثقة في النصف الثاني من موسم 2005- 2006.
ماطل مسؤولوا الظفرة في عرض الأهلي بعد انتهاء موسم 2005- 2006، الذي كان يرغب في ضمه بصفة نهائية بعد انتهاء إعارته، وهو ما أبعد عبد الوهاب عن الأهلي في افتتاح مباريات دور الثمانية لدوري أبطال إفريقيا 2006، حتى نجحت إدارة الأهلي في تقريب وجهات النظر مع الظفرة الإماراتي وتم الأتفاق بشكل نهائي على انضمام عبد الوهاب للمارد الأحمر إلا أن القدر لم يمهل اللاعب حيث ودع الدنيا وانتقل إلى جوار ربه لتتوقف مسيرته الكروية.
وترك الراحل محمد عبدالوهاب رسالة لزملائه كتبها على ورقة بيضاء في غرفة الملابس قبل وفاته أيام قليلة قال فيها: "لا تبكي نفس على شيء قد ذهب ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة".
ورحل النجم محمد عبد الوهاب في سن الـ23 عامًا، بعد إصابته بأزمة قلبية حادة في أثناء تدريباته مع الفريق باستاد مختار التتش في الـ31 من أغسطس عام 2006 بعد مسيرة ناجحة رغم قصرها نجح خلالها في حصد العديد من الألقاب منها كأس الأمم الأفريقية عام 2003 في بوركينافاسو للشباب، ثم الفوز مع المنتخب العسكري بكأس العالم رقم 41 في ألمانيا 2005، وهي البطولة التي أحرز فيها محمد عبد الوهاب 3 أهداف في مرمى إيطاليا بدور الـ8 ومرمى ألمانيا بدور الـ4 ثم سجل هدف الفوز بالبطولة أمام الجزائر في النهائي ليقتنص لقب الهداف برغم كونه لاعبا مدافعا، كما شارك عبد الوهاب في كأس الأمم الأفريقية رقم 25 التي استضافتها مصر وتوجت بها 2006.
وأطلق النادي الأهلي اسم الراحل محمد عبد الوهاب على صالة الجمانيزيوم الخاصة بفريق الكرة داخل ملعب التتش بالجزيرة، وذلك في عهد مجلس المهندس محمود طاهر.