حكاية كورة| 15 لاعبًا ومشجع حارسًا للمرمى.. "الضباب" يصنع أغرب مباراة في تاريخ كرة القدم
"الكورة حياة.. ولإن كلنا عندنا شغف بكرة القدم وأخبارها وأحداثها" يضع "الفجر الرياضي" بين أيديكم كل الأخبار والأحداث والتحليلات والحكايات لما تفعله عناصر اللعبة من مسؤولين ومدربين ولاعبين وحكام داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
ونقدم لكم هنا "حكاية كورة" والذي سنتناول خلاله حكاوي كروية فريدة من ونوعها وقصص رياضية ممزوجة بنكهة خاصة، نستعرضها في الأسطر التالية:
مهزلة كروية على استاد "وايت هارت لين"
في أجواء ضبابية كثيفة غلّفت ملعب "وايت هارت لين"، معقل توتنهام هوتسبير، شهد يوم 21 نوفمبر عام 1945 مواجهة تاريخية بين أرسنال ودينامو موسكو، المباراة كانت بمثابة مواجهة غير تقليدية في ظروف طقس قاسية، حيث لعب الضباب دورًا محوريًا في تغيير مجرى الأحداث.
مع تزايد كثافة الضباب وتراجع الرؤية بشكل كبير، طالب لاعبو الفريقين الحكم السوفيتي "نيكولاي لاتييشيف" بإيقاف المباراة أو إلغائها، لكن قراره بالاستمرار حوّل اللقاء إلى مشهد كروي مليء بالمفارقات الغريبة في عالم الساحرة المستديرة.
وفقًا لتقرير موقع "بليتشر ريبورت" البريطاني، استفاد دينامو موسكو من الأجواء الضبابية ليلجأ إلى "خدعة تكتيكية"، حيث قام بتبديل غير مألوف عبر إدخال لاعب إضافي دون إخراج أي من لاعبيه. هذه الحركة أثارت الشكوك، وزعم بعض الجماهير أن بطل روسيا خاض اللقاء بـ15 لاعبًا لفترة من الوقت.
من جانبه، لم يكن أرسنال مستعدًا للخضوع أمام هذه "اللعبة النفسية"، فرد بتحدي القوانين عبر إعادة مهاجمه جورج دوري، رغم طرده في وقت سابق من اللقاء. وعلى صعيد آخر، تلقى أرسنال ضربة موجعة حين أصيب حارس مرماه بعد اصطدامه بالقائم، مما اضطر أحد المشجعين للنزول إلى الملعب وأداء دور الحارس، في مشهد قلما يتكرر في ملاعب كرة القدم.
ورغم أن أرسنال خرج مهزومًا بنتيجة 4-3، إلا أن هذه المباراة لم تُنسَ، إذ دخلت التاريخ كواحدة من أكثر المباريات إثارة في كرة القدم. بقيت تفاصيلها محفورة في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة، كمواجهة امتزجت فيها التكتيكات بالغرابة، لتظل حديث الأجيال ومحبي اللعبة على مر السنين.