حكاية كورة| "كيم فيلفورت".. ترك إبنته على فراش المرض ليصنع معجزة الدنمارك في يورو 1992
"الكورة حياة.. ولإن كلنا عندنا شغف بكرة القدم وأخبارها وأحداثها" يضع "الفجر الرياضي" بين أيديكم كل الأخبار والأحداث والتحليلات والحكايات لما تفعله عناصر اللعبة من مسؤولين ومدربين ولاعبين وحكام داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
ونقدم لكم هنا "حكاية كورة" والذي سنتناول خلاله حكاوي كروية فريدة من ونوعها وقصص رياضية ممزوجة بنكهة خاصة، نستعرضها في الأسطر التالية:
مأساة "كيم فيلفورت" بطل يورو 1992
قصة اليوم تدور حول معجزة تتويج الدنمارك بكأس أمم أوروبا 1992 في السويد على حساب منتخب ألمانيا المُرعب وقتها، ورغم الإنجاز الكبير الذي حققه المنتخب الدنماركي ولكن كان للقصة جانب مأساوي يخص بطل المعجزة "كيم فيلفورت".
لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في تأهل منتخب الدنمارك لنهائيات يورو 1992، بعد فشله في التأهل واحتلاله المركز الثاني بمجموعته بالتصفيات خلف منتخب يوغسلافيا، حدثت المفاجأة بعد استبعاد الأخير من البطولة بسبب الحرب الأهلية ليتم استدعاء المنتخب الدنماركي للمشاركة بدلًا منه ليحقق أحد أعظم معجزات الساحرة المستديرة.
نتائج الدنمارك في بداية يورو 1992 جاءت غير مُبشرة حيث تعادل مع إنجلترا وخسر من السويد، قبل تحقيق فوز مفاجئ على فرنسا 2-1 ليتأهل بصعوبة لنصف نهائي البطولة في مباراة غاب عنها كيم فيلفورت بسبب عودته لبلاده للتواجد بجانب إبنته المريضة بسرطان الدم "اللوكيميا" بعدما ساءت حالتها بشكل كبير.
طلبت أسرة "فيلفورت" منه العودة إلى السويد لخوض مباراة منتخب الدنمارك ضد هولندا في نصف النهائي والعودة مجددًا عقب المباراة وذلك بسبب توقعات خسارة المنتخب الدنماركي بسهولة وخروجه من منافسات البطولة.
الدنمارك تقلب الموازين وتحقق معجزة يورو 92
حدثت المفاجأة بعدما قاد كيم فيلفورت وزميله هنريك لارسن الذي سجل هدفين في شباك المنتخب الهولندي ليتعادل المنتخبين 2-2 قبل أن يحسم "الديناميت الدنماركي" تأهله بالفوز في ركلات الترجيح ليضرب موعدًا في النهائي مع منتخب ألمانيا.
عاد "فيلفورت" إلى الدنمارك عقب مباراة نصف النهائي ليكون بجانب ابنته المريضة "ليني" ولكن طلبت منه ابنته آخر أمنية لها بالعودة إلى السويد وخوض المباراة النهائية ضد الألمان ولم يستطيع الأب الحزين رفض طلبها وعاد لتدعيم منتخب بلاده.
وفي المباراة النهائية نجح منتخب الدنمارك في التقدم مبكرًا بهدف عن طريق جون جينسن بالدقيقة 19 وحاول بعدها الصمود أمام طوفان الهجمات الألمانية للحفاظ على تقدمه في المباراة، حتى نجح كيم فيلفورت في تسجيل هدف ثان حاسم بالدقيقة 78 ليقضي على آمال الألمان تمامًا، ويهدي منتخب بلاده لقبًا تاريخيًا في البطولة الأوروبية.
عقب إنتهاء بطولة يورو 1992 كانت المأساة في انتظار بطل المعجزة الدنماركية “كيم فيلفورت”، بوفاة ابنته "ليني" بعد صراع مع السرطان، ولكنها رحلت بعدما شاهدت والدها بطلًا شعبيًا في الدنمارك بعد قيادة منتخب بلاده للتتويج باللقب الأوروبي.