محمدي العلوي لـ"الفجر الرياضي": الكرة الموريتانية تحولت بشكل عظيم علي يد أحمد ولد يحيي وصعودنا للكان تاريخي

الفجر الرياضي

محمد العلوي
محمد العلوي


صعد المنتخب الموريتاني لأول مرة في تاريخه لبطولة كأس الأمم الإفريقية في إنجاز غير مسبوق، ليلعب في البطولة التى ستنظمها مصر خلال الفترة من 21 يونيو وحتي 19 يوليو المقبل، لذلك حرص "الفجر الرياضى" على القرب من المشهد فى موريتاتيا بشكل أكبر، ونتحدث مع "محمدي العلوي" أشهر محلل كرة قدم فى موريتاتيا والذى تولي منصب مساعد المدرب لمنتخب الناشئين فى موريتاتيا، إليكم الحوار التالي :

 

في البداية.. حدثني عن قرب عن تطور الكرة في موريتانيا؟

ما قبل 2011 كان الجميع ينتطر الإعلان عن وفاة كرة القدم الموريتانية للمشاركة في مراسم دفنها، كانت الرصاصة الأخيرة التي أعلن عنها عندما قرر الإتحاد الموريتاني الإنسحاب من تصفيات كأس أمم إفريقيا، كان ذلك القرار المميت إنعكاسا لما وصلت إليه كرة القدم في موريتانيا آنذاك، كانت الملاعب مهجورة والناس فقدت الأمل في كل شىء له علاقة باللعبة، لم تعد هناك روح، الأندية بدأت في الإنسحاب، والإتحادية مهددة بالإفلاس بسبب تراكم الديون والحقيقة أن الشعور العام كان قد أصيب بحالة إكتئاب مزمنة، في 29 من يوليو من عام 2011 تم إنتخاب شاب يدعى أحمد ولد يحي على رأس الإتحاد الموريتاني لكرة القدم وقد كان ذلك اليوم بداية لتحول عظيم شهدته كرة القدم الوطنية لاحقاً، نجحنا في التأهل لأول مرة إلي بطولة قارية عندما تأهلنا الى الشان الذي أقيم في جنوب إفريقيا، تم إعادة هيكلة البطولة الوطنية، وبعدها قمنا بإنشاء أكاديمية وطنية و التعاقد مع العديد من الأسماء التدريبية، وفي السنوات الأخيرة نجحنا في تنظيم بطولة الدوري لجميع الفئات السنية مع نجاح كبير في الفوز بالعديد من المشاريع المقدمة من طرف الفيفا من نجيلات إصطناعية ومدرجات مجهزة الأمر الذي ساعدنا كثيراً على تطوير البنية التحتية، في الأونة الأخيرة يتم تقديم الإتحاد الموريتاني من طرف الفيفا كأحد الأمثلة التي تستحق التقليد من قبل الإتحادات النامية، مؤخراً كذلك تم تكريم الرئيس أحمد ولد يحي كأفضل إداري في القارة السمراء من الكاف الذي منح موريتانيا هذه السنة جائزة أفضل منتخب وطني وهي جائزة تعبر عن ماوصل إليه هذا المنتخب من تطور كبير علما أنه قبل سنوات قليلة من الآن كان يقبع في التصنيف 206 من أصل 209 منتخب، فقط ثلاث دول كانت أسوأ منا، اليوم نحن على مشارف دخول نادي المائة الأول .

 

شعورك بعد صعود المنتخب الموريتاني لكاس الأمم الأفريقية؟

هو شعور أي موريتاني أينما كان وكيف ماكان، موريتانيا كرويا لطالما كانت عبارة عن نكتة مسلية أو رواية حزينة، كنا دائماً في المؤخرة لا أحد يسئل عنا، هذا التأهل أسس لمرحلة جديدة، أصبحنا أكثر ثقة في المنتخب، لحظة التأهل كانت تلك اللحظة التي أعلن فيها عن تصالح الموريتانين رسمياً مع منتخب بلادهم وربما مع كرة القدم، نحن الآن ضمن أفضل 24 منتخب إفريقي وهذا بحد ذاته يجعلك تشعر بأنك جزء من حركة اللعبة في هذه القارة، الحقيقة التي ربما كانت غائبة عن البعض هي أن كل تلك العواطف والمشاعر التي منحها المنتخب الوطني للموريتانين في ليلة التأهل التاريخية كانت الأكثر تأثيراً في ذاكرتنا الوطنية، كرة القدم هي الوحيدة في عالمنا هذا قادرة على أن تهدي للشعوب كل هذه الوحدة! .

 

وجهة نظرك ما هي طموحات المنتخب الموريتاني في البطولة؟

مع هذه القفزة التي حققت في السنوات الأخيرة يجب أن نكون واقعيين دائماً في طموحاتنا، نلعب بطولة معقدة وهناك العديد من المتطلبات التي تجبرك أن تفكر بعيداً عن الرومانسية، مثلاً لو حققنا التأهل الى الدور الثاني سيكون ذلك إنجازا عظيماً، لن نطالب اللاعبين بضرورة تحقيق هذا الهدف لكي لانضعهم تحت الضغط لكننا في الحقيقة نعتقد أن تحقيق هذا الهدف ليس مستحيلا أبدا خاصة مع نظام البطولة الجديد الذي يعطي مساحة كبيرة لجميع المنتخبات لتحقيق التأهل .

 

كيف ترى منتخب مصر وتقييمك لأدائه؟

منتخب مصر مع المدير الفني السابق هيكتور كوبر كانت عبارة عن منظومة دفاعية متماسكة جداً، ربما في تلك الفترة وفي ظل التراجع الكبير الذي حدث للمنتخب كان من الطبيعي أن تلعب مصر دور الفريق الذي ينتظر خطأ الخصم دون أن يجبره على إرتكابه، مع أجيري هناك محاولة لتغيير فلسفة الفريق مع وضع نوعية اللاعبين كأهم العوامل لهذا التحول الفكري، هناك محاولة للعب كرة قدم إستباقية مع وضع محمد صلاح في ظروف مناسبة للنجاح كونه أقوى أسلحة الفريق هجومياً .

 

هل مصر قادرة علي الفوز ببطولة كاس الأمم الافريقية؟

بكل تأكيد، عامل الأرض والجمهور وكذلك المناخ ضف إلى ذلك مستوى وحالة محمد صلاح أثناء البطولة كلها عوامل تجعل مصر قوة أساسية للفوز بالبطولة .

 

ما هي المنتخبات التي تتوقع أن تفوز بكأس الأمم؟

المغرب، مصر، نيجيريا.

 

ما رأيك في ما يقدمه محمد صلاح مع ليفربول وهل يستطيع أن يقود مصر للفوز بالكان؟  

محمد صلاح هذا الموسم واجه عقبة حقيقية وهي التوقعات الكبيرة التي وضعها المجتمع الكروي من إعلام وجماهير تجاهه بعد موسمه الماضي الذي كان تاريخيا له على الصعيد الفردي، هذه المشكلة واجهته في الملعب وبكل تأكيد لها تأثير نفسي كبير جداً، ليس من السهل أن يواجه اللاعب كل هذه التوقعات لأنها تضعه دائماً تحت الضغط، مع المنتخب لطالما كان حاسما، والحقيقة أن صلاح لاعب فردي داخل منظمومة جماعية وجماعي كذلك داخل منظمومة جماعية، لذلك أجاد اللعب مع إستراتيجية كوبر الدفاعية حيث تم إستخدام صلاح كحل فردي مستمر، واليوم ربما يتم إستخدامه أكثر لأجل المجموعة وهو مايفعله الرجل في ليفربول .