"توت في ثوب الملك".. موهبة الفرعون الصغير انتصرت على خوف والده
"توت على شاشات السينما سلسلة يقدمها لكم "الفجر الرياضي" قبل إنطلاق فعاليات بطولة أمم إفريقيا"
أجواء هادئة وإضائة خافتة مع مشاهدة فيلم بصحبة الأصدقاء تلك هي الحالة المثالية لإراحة الذهن لوقت ما، فالسينما التي كانت بمثابة مكان "رومانسي" لفترة طويلة، أصبحت مكانًا لإراحة الأعصاب بعيدًا عن ضجيج الملعب وأرضه الخضراء التي تحمل على عاتق اللاعبين مسؤلية إسعاد مئة مليون مصري.
وبشغف لا يوصف استعد اللاعبين لكسر حدة الملل، بعدما قرر الجهاز الفني لمنتخب الفراعنة من إقامة وقت ترفيهي واصطحاب اللاعبين لمشاهدة فيلم وتناول العشاء خارج فندق الإقامة، وجاء ذلك لتخفيف العبء عن أكتاف الفراعنة والراحة من مشقة التدريبات استعدادًا لإنطلاق بطولة الأمم الإفريقية والتي ستقام على أراضي المحروسة.
ولكن إذا أردت أن تستمتع بالقصة الحقيقية من الفيلم عليك أن تترك الشاشة قليلًا لأنه سيكون هناك فيلمًا آخر يدر أمام أعين اللاعبين وعند التفكير في ذلك كان يجب علينا إيجاد شخص يتقمص دور اللاعب في سرد فيلمه الخاص، فمن غيره هو "توت" تميمة الأمم الإفريقية سيتلون في كل مركز لينقل المغزى الحقيقي لقصته.
لحظات وسيبدء الفيلم الجميع على أتم الاستعداد لمشاهدة أحداث لم يراها من قبل عدا "الفرعون الصغير" الذي كان متشوقًا لتذكر حدث مر عليه سنوات واندثر مع تحقيق الإنجازات وإقتناص الألقاب.
وفي تلك اللحظة ظهر "توت" في ثوب لاعب المنتخب، محمد صلاح ليروى لنا ما رأه خلال أحداث الفيلم الذي مره وكأنه شريط قديم يسير أمام أعينه ولا يفارقه.
تتر البداية..
يبدء الفيلم بصبي يحمل حقيبته ويسير بسرعه شديدة وهو ممسكًا بهاتفه المحمول ويبدو عليه آثار التوتر فكانت عيناه تجول هنا وهناك حتى وصل إلى المحطة ووقف في انتظار قطار يستقله من مدينة نجريج إلى طنطا المكان الذي كان يتدرب فيه، كعادته اليومية نظرًا لقلة الإمكانيات في مدينته حينها ولكن في تلك اليوم تأخر القطار، وتأخر معه الصبي عن وقت التدريب فما كان عليه إلا أن يجد وسيلة آخرى تنقله إلى المكان الذي يريد، وبعد دقائق معدودة مرت عليه في خوف شديد حتى أحمر وجهه وأصبح يتصبب العرق من كل مكان، وجد عربة استقلها ليصل في أسرع وقت ممكن.
أحلام الفتى كارثية وموهبته تحت أنياب الأسد..
بعدما أطمئن الصبي على أنه مازال وقت بعد يصل فيه، بدء يحدق النظر من النافذة التي استند عليها رأسه من شدة التعب وكأن عقله رسم له الطريق الممهد الذي كان يحلم بأن يكون متوفر على أرض الواقع وبعد ثواني معدودة غرق في نومه ولم يكن يعلم أن وسيلة التواصل الوحيده التي تجمعه بأسرته وهو الهاتف المحمول قد نفذت بطاريته.
فأحلامه الوردية التي كانت ترافقه دومًا في أحلامه لم يظن لمرة واحده أنها ستصبح حقيقة، فالظروف من حوله تجبره على الإستسلام ولكن كان هناك شيء بداخله يبحث عن الاستمرارية، وبعد فترة لم تكن طويلة استيقظ الفتى بعدما وصل إلى مكان التدريب وهو يحمل معه حلم الإعتلاء على عرش أوروبا.
وفي الوقت ذاته تحول بيته إلى حالة من الذعر لم يتمكن أحد من التواصل معه والاطمئنان عليه، وظل والده يبحث عنه طوال اليوم حتى ذهب وجاء به من طنطا الساعة الثالثة والنصف فجرًا.
مفيش كورة تاني..هل أصبحت موهبته في طي النسيان ؟
في الثالثة والنصف فجرًا بينما كانت تقف والدته في نافذة المنزل تحدق النظر هنا وهناك على أمل أن ترى أبنها المدلل، بدأت تتحسس بأصوات أنفاس صغيرها وبلهفه شديدة اتجهت نحو الباب لتستقبله بعد يوم شاق، لتجد والده يصرخ في وجهه "مفيش كورة تاني".
ولم يتحدث الصبي مع والده حينها ولم يخبره بالحلم الذي وجده في منامه وهو جالسًا على كرسي وممسكًا بأوروبا أكملها بيديه ويوجد من حوله جوائز لا حصر لها، واسمه يردد في كل مكان، فالجميع يعرفه ويتحدث عن إنجازاته.
تتر النهاية.. موهبة صلاح أنتصرت على خوف والده
لم يستطع والد محمد صلاح أن يكتب النهاية لموهبته الكبيرة قبل أن تبدء مشوارها في عالم الساحرة المستديرة فالجميع كان يتوقع له مستقبل كبير وأحلامه أيضًا كانت تبرهن على ذلك.
فالملك المصري الذي استطاع أن يفرض سيطرته على أوروبا بالكامل وأصبح أسمه كفيل أن يهز أرجاء الجميع فالكبير والصغير يخشى تواجده داخل أرض الميدان، فهو الذي أحرق منافسيه بأهدافه الحاسمة، وأذاق المنافسين ذُل الخسارة، فلم يستطع أحد من خطف الكرة من تحت أقدام الفتي المدلل وما زال هناك الوقت أمام صلاح لإقتناص المزيد من البطولات والإعتلاء على عرش أفضل لاعب في العالم.
وأنتهى الفيلم وهو يرسم البسمة على وجه محمد صلاح وجدد طاقته بأن مازال أمامه ما يقرب من ثمانٍ سنوات داخل الساحرة لتحقيق آحلامه فقد فعلها الفتى الصغير من قبل وتخطى مصاعب كثير فلم يستطع الفرعون في استكمال المسيرة ؟.