وجهة نظر : "بليلة" ليفربول .. وحسام عاشور "المجهول"
مع كل مرة اندفع فيها لأكتب مقالي "وجهة نظر" أؤكد دائما على "دوافع" كتاباتي دائما ورأس مال أي صحفي وهو الجمهور الذي يقرأ له وأعود لأؤكد على "اسم" العمود الذي أكتب به سطوري المتواضعة "وجهة نظر" لعل كتاباتي لهذا الجمهور تكون فرصة لتوضيح الرأي والرأي الآخر .. فرصة لتقبل وجهات النظر .
"عامل فيها بطل وهو بتاع بليلة" ..
هتاف ذاع صيته في الساعات الأخيرة تزامنا مع تتويج النادي الأهلي بدرع الدوري هذا
العام عن جدارة واستحقاق هذا الدرع الذي أنهى موسما استثنائيا شابه الكثير من
المؤجلات والعشوائية والقرارات المتضاربة هنا وهناك والتوقفات والتهديد بالانسحاب هنا وهناك
والاعتراضات على الحكام هنا وهناك وامتد على مدار عام كامل ليتوج في النهاية بفوز النادي
الأهلي باللقب المحبب له .
الهتاف الذي تبارى في الصياح به جمهور النادي
الأهلي بل وبعض المسئولين والإعلاميين المنتمين للفريق الأحمر أرى أنه ورغم
"خفة دمه" وهو ما اعتدنا عليه من جمهور الناديين تجاه بعضهما البعض إلا
أنه جانبه التوفيق في الوصف فالزمالك .. فالفريق الأبيض "لا يدعي البطولة" هو بالفعل فريق
بطل هذا الموسم أو المواسم السابقة .
فهل يعقل على سبيل المثال أن نهتف لفريق ليفربول الإنجليزي بعد
خسارته للقب الدوري بعد منافسة شرسة مع المان سيتي بأنه نادي "بتاع
بليلة" ونتغافل عن بطولته القارية لدوري الأبطال الأوروبي ؟ وبالتبعية فلا يعقل أبدا أن
نتغافل عن بطولة الزمالك القارية هذا الموسم وهي الكونفدرالية بعد خسارته للدوري
بعد منافسة شرسة مع النادي الأهلي .
وحتى لا يتسابق البعض في المزايدة وأنني
أقارن الزمالك بليفربول فالمقارنة هنا لا تخص قوة البطولة ولا الكرة المصرية بالإنجليزية
ولا نادي بآخر هي فقط مقارنة موسم يضم أكثر من بطولة وأكثر من بطل فطبيعي أن يتوج
به أكثر من فريق وهو ما حدث هذا الموسم بين الأهلي والزمالك .
مرة أخرى أؤكد أن فوز الأهلي بالدرع جاء عن جدارة
واستحقاق جاء بعد أن ابتعدت إدارة النادي بفريق الكرة عن مهاترات التحكيم والمؤجلات وغيرها وركز الجميع فقط في
كيفية الفوز بالبطولة .. وضع الفريق نصب عينيه الجمهور الذي لن يقبل بأي حال من
الأحوال خروج الأهلي من الموسم خالي الوفاض بعد الوداع الإفريقي والعربي فيما تخاذل الزمالك الذي كان متصدرا البطولة بعد شعوره بنهاية الموسم بالفوز بالكونفدرالية ورحيل جروس وكأن الفريق قرر
موسم استثنائي ونحمد الله أنه انتهى على خير
ونتمنى من الاتحاد المصري لكرة القدم أن يتلافى الموسم المقبل كل الأخطاء التي مرت بالموسم الحالي .
وأتحول بالحديث عن نقطة ثانية تخص أيضا بعض
الجماهير حول مقارنة بطولات حسام عاشور قائد النادي الأهلي واللاعب صاحب أكبر عدد
من البطولات بتاريخ مصر برصيد 35 لقب ببطولات الدوري التي توج بها نادي الزمالك .
المقارنة لا يعقدها أي عاقل خاصة وأن من
يرددها عليه أن يتقبل "اللامنطق" من الطرف الآخر بأن يقارن تاريخ الأهلي
في البطولة الكونفدرالية وتاريخ الحارس الشاب عمر صلاح وأن لكل منهما بطولة واحدة
وهي أي مقارنة لا يعقدها أي عاقل .
ودعونا من "الجنان" .. ولنفكر في
أمر آخر يخص عاشور الذي تطلق عليه الجماهير لقب "الجندي المجهول" وهو
فكرة النجاح الجماهيري أو بمعنى أدق "الكاريزما والنجومية" فالنجاح
الرقمي لحسام عاشور لا ينكره غير جاحد بل أن رقمه قد لا يصل له غيره على مدار
عشرات السنوات القادمة ولكن هل نال حظه الكافي من الكاريزما والنجومية ؟ هل
سيتذكره الجمهور بعد عشر سنوات ؟
جمهور الأهلي حينما تسأله عن نجوم نهاية حقبة
الثمانينات وفترة التسعينات سيذكرون لك شوبير والتوأم حسام وإبراهيم حسن ووليد
صلاح الدين وقد يتذكرون مجدي عبدالغني وطاهر أبو زيد ومعهم سيد عبدالحفيظ وياسر
ريان وعلاء ميهوب .. ولكن هل سيذكر التاريخ صاحب الـ25 بطولة مع الأهلي هادي خشبة
! هل سيذكرون أسامة عرابي ؟ صاحب الـ27 بطولة ؟؟ ونفس الأمر بالنسبة للمعسكر الآخر
وأذكر من الزمالك محمد أبو العلا أحد أكثر المتوجين ببطولات مع الزمالك 16 بطولة
أظن أنهم مثلهم مثل عاشور "جنود مجهولة" ولن يتذكرهم الجمهور كثيرا لكن
سيذكرهم المؤرخين بأرقامهم وبطولاتهم .
من حق عاشور الافتخار بأرقامه وبطولاته ومن حق الجماهير أن تحتفي به وببطولاته ولعل المقارنات "الغير منطقية" في عصر السوشيال ميديا تعطيه جزء من النجومية والكاريزما بعد سنوات لم يحصل عليها عرابي وخشبة الذين عاشور في عصر "منطقي" بعيدا عن "جنون" السوشيال ميديا .