تقرير.. بوجبا "1" فقط، لم يُنتظر منه أن يكون "5" لاعبين
مما لا شك فيه، أن اجتماع كل تلك الاحصائيات معًا أمرًا لا يُصدق، وربما تبدو كما لو أنها احصائيات شخصية اخترعها أحد مراهقي الإكس بوكس على فيفا لكن كلها كانت احصائيات فعلية للاعبٍ معين من لاعبي مانشستر يونايتد الموسم الماضي.
ومع ذلك، فبينما تم انتقاء تلك الاحصائيات بشكل متعمد لتوضيح وجهة نظر معينة إلا أنها تظهر بأن توسع موهبة بول بوجبا وتنوعها تضعه في مراتب عُليا ضمن عددٍ بارز من المقاييس والاحصائيات.
لا يزعجني الأمر، نحن ننتظر من بوجبا الكثير لكننا نعلم أنه لا يمكن أن نحصل على روي كين، فيرون، سكولز، غيغز وكانتونا في لاعبٍ واحد.... هكذا صرّح سولشاير مدرب مانشستر يونايتد عندما سُئل عمّا إن كان التركيز على بوجبا يسبب أي انزعاج.
خلال يوم السبت، رأينا وجهي بوجبا مجددًا إذ فقد الكرة بلا أية ضرورة لذلك في خط الوسط في هجمة انتهت بهدف انتصار كريستال بالاس لكن قبل ذلك بدقائق كان قد قدّم المحفز لتجنب الخسارة بعدما افتك الكرة من زاها مقدمًا كرة أمامية سريعة لمباغتة دفاعات بالاس.
دراسة أدائه ضد بالاس بالتفصيل كان بهدف أن نُقدر واجبه الذي يشعر به للابتكار في فريقٍ يفتقر للمهارات في المساحات الضيقة. هذا ليس لتبرير خطأ بوغبا فلم يكن عليه التباطؤ بحثًا عن التمريرة المثالية داعيًا بينتيكي لافتكاك الكرة بالإضافة لفشله الواضح في العودة لمساندة الدفاع.
مع ذلك، كان يملك يونايتد 6 لاعبين في الخلف كما لا يجب أن يسمح دافيد دي خيا لتسديداتٍ مثل تسديدة فان آنهولت بالمرور عبر جسده وعلى القائم القريب لتهز شباك الفريق.
على مدار 75 دقيقة، طُلب من مهاجمي بالاس عدم السماح لبوغبا بالرجوع للخلف وتوزيع التمريرات ولذلك تقدّم بوغبا للأمام. كما تُظهر خريطة تمريراته، كلما اقتربنا من منطقة جزاء بالاس كلما ازدادت الخطوط الصفراء التي تتناسب مع التمريرات الخاطئة مما يوضح صعوبة إيجاد تلك التمريرة الحاسمة.
بوغبا لمس الكرة أكثر من أي لاعب آخر على أرض الملعب طوال المباراة بواقع 100 لمسة. بوغبا فاز بخمس صراعات هوائية، فقط ماغواير كان أفضل. بوغبا قام بتدخلين ناجحين، فقط كوياتي كان أفضل. هذا يُعيدنا لبداية المقالة لنوضح تلك البادئة الجريئة:
وقام بوجبا خلال الموسم الماضي رفقة الشياطين الحمر بـ :
- 30 تدخلًا ناجحًا (فان دايك: 28)
- 60 مراوغة ناجحة (ماني: 51)
- استعاد الكرة 218 مرة (فرناندينيو: 162)
- 120 رأسية (كين: 117)
- صنع 55 فرصة (ساني: 40)
- فاز بـ 234 التحام (كانتي: 146)
بالطبع هناك أسباب لكل تفوقٍ ضئيل منهم لكن وجهة النظر لاتزال قائمة: بوغبا يمكنه القيام بالعديد من الأمور المختلفة على أرض الملعب. على نطاقٍ أكثر أهمية، هذا هو بالتحديد ما يُطلَب منه فعله في فريقٍ لا يتمتع بجودةٍ عالية في الوسط أو مواهب من طرازٍ عالمي.
يذكر أن بوجبا قد لعب نهائي دوري الأبطال 2015 وبجانبه أندريا بيرلو وأرتورو فيدال، كما أن بوجبا حقق كأس العالم 2018 مع فرنسا وبجانبه الرائع نجولو كانتي، ومن ثم فإن الانتقادات تجاهه مُبررة لكن يجب أن تكون موزونة، بوجبا لا يستطيع أن يفعل كل شيء ويؤدي كل الأدوار في الوقت ذاته.