مؤمن الجندي يكتب: "كورونا" محمود الخطيب.. نهاية الرحلة

الفجر الرياضي

بوابة الفجر



الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، جملة تعلمناها منذ أن كنّا صغارا ونحاول تهدئة أي نقاش محتدم بها.. ولكن في ٢٠٢٠ باتت الاختلاف في الرأي يُفسد العقل ويمحي الخُلق ويُدمر الود.

تفاجئت بنشر أحد الزملاء -المنتمين لنادي الزمالك- خبرًا عّن إصابة محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي بفيروس كورونا؛ فحاولت التأكد وجدت أنه لا صحة لذلك تمامًا! وصُدمت عندما وجدت الصديق نشر منشورًا أخر يخص نفس الخبر وهو شمتانًا في رئيس الأهلي.. فإلى أين ذهبنا؟ 

هل من شيمنا أن نفعل ذلك.. لا أحد يقبل على نفسه أن يشمت في مرض أو موت أو أي ظروف خارجة عن الإرادة، فهذا الشخص يهاجم الخطيب دائمًا والحقيقة وبالبلدي "على الفاضي وعلى المليان"-كما يقول المثل الشعبي-.

ولكن كان الأمر عاديًا فلقد تعودنا على مثل هذه المهاترات الجماهيرية في الكرة المصرية، بل أن يصل الأمر إلى إشاعة المرض لتحقيق رغبة داخلية مُحملة بضغينة وغل وحقد وكره.. فهذا لا نقبل به لا لرئيس الأهلي أو الزمالك أو أي ناد آخر.

هل يتمنى أحد أن نعود للوراء؟ الحقيقة أنا.. نعود لزمن الشرف فيه وسام على الصدر؛ الاختلاف فيه بإحترام وتبجيل.. إشاعة الفوضى في المرض غير واردة.. الصغير يحترم الكبير.. الكرة رياضة لا خناقة! أتمنى أن نعود لهذا الزمن.

رسالة إلى كل شخص يعتقد أن في الاختلاف كل شيء مُباح.. عماد القوة في الدنيا اثنان، السيف والقلم، أما السيف فإلى حين، وأما القلم فإلى كل حين، السيف مع الأيام مكروه ومغلوب، والقلم مع الأيام غالب ومحبوب.

أخيرًا.. نحن في الدنيا كسفينة تخوض محيط من الزمن، لا يعرف أحد كم مساحته ولا أين ستنتهي رحلته.. فأتمنى أن تنتهي رحلتنا والله راضٍ عنا.