مؤمن الجندي يكتب: حسام حسن "بهلول" واللعب مع الكبار

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

حسن بهلول، نموذج للإنسان البسيط الذي أجبرته ظروف الحياة على أن يعيش حالة البطالة، ويحاول أن يتماشى مع حياته التي يصبغها بعبثية جميلة، معتمدًا على قدراته وخبراته في الحياة.. واقعه مظلم وآماله محطمة، إلا أنه يملك قدرًا كبيرًا من الحب والإحساس بالمسؤولية تجاه وطنه، دفعته لتحذير الشرطة من كوارث قبل حدوثها لأنه يحلم بها.. هذا هو ملخص سريع لفيلم اللعب مع الكبار للفنان عادل إمام، ولكن ما علاقة حسام حسن المدير الفني للمنتخب المصري الأول لكرة القدم بحسن بهلول؟

عندما نتحدث عن كرة القدم في مصر، يظهر اسم حسام حسن كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة، ولكن مع دخوله مجال التدريب ظل الحلم الأكبر له تدريب منتخب مصر! حتى وصل لحلمه ولكن هل يتركوه؟ حسام ليس الوحيد الذي يمتلك صفات مثيرة للاهتمام؛ شخصية حسن بهلول في فيلم "اللعب مع الكبار" تجسد نوعًا مختلفًا من الذكاء والقدرة على التكيف في عالم مليء بالتحديات، فبين تألق حسام في المستطيل الأخضر وطموحه الجديد على خطوطه، وقوة الإرادة والطموح في مواجهة الصعوبات، تظهر قصة "حسام وبهلول".

اكتب الآن هذه الكلمات وأنا لم أقابل حسام إلا مرة واحدة في العمر، ولكني أشعر بتصيد مُعد مسبقًا لحسام حسن! لا أعلم من خلفه ولماذا وما هو هدفه من التقليل الدائم وهز ثقته وثقة الجماهير فيه؟ أسئلة لا أرى فيها إلا "حسن بهلول".. فعلًا "متحلمش تاني".

حسام حسن، بمسيرته المليئة بالإنجازات، يعكس صفات القيادة والمثابرة على الرغم من الانتقادات التي يواجهها، فإنه سيظل رمزًا للعزيمة والتحدي، كما كان حسن بهلول في الفيلم، الذي واجه تحديات الحياة بطريقة ذكية ومرحة، وهذه بالمناسبة أتمنى أن يتعلمها حسام ويدرب نفسه عليها كل يوم.. حسام وبهلول كلاهما يمثلان مثلًا حيًا على كيفية تحويل الصعوبات إلى فرص، سواء في عالم كرة القدم أو في الحياة اليومية.

 ورغم فوز منتخب مصر على موريتانيا في مباراة العودة، ليحقق حسام حسن رقمًا قياسيًا تاريخيًا لأول مرة مع منتخب مصر بالفوز في 4 مباريات متتالية بتصفيات أمم إفريقيا، لأول مرة في تاريخ الفراعنة.. ولكن ما هو رد الفعل؟ "حسام حسن سيخوض مباريات أصعب في كأس الأمم الإفريقية"!! شكرًا يا سيدي نعلم ذلك ولكن لماذا لا تعطيه حقه الآن؟ وعند الوصول هناك نتحدث عن كأس الأمم؟.

في عالم كرة القدم، حيث يتم قياس النجاح بالألقاب والإنجازات، والرجل يسير بشكل رائع.. فماذا تريدون؟ ولماذا تريدون كتابة النهاية في الفصل الأول؟ لماذا يتعرض حسام لحملة انتقادات واتهامات تبدو ظالمة في كثير من الأحيان؟

في النهاية، كتب المخرج الرائع شريف عرفة نهاية فيلم "اللعب مع الكبار" بمشهد حُفر في الذاكرة لعادل إمام "حسن بهلول" وهو يردد جملة "أنا هحلم.. أنا هحلم" مرارًا وتكرارًا.. في رسالة لضرورة مواصلة الحلم رغم أي صعوبات حتى ولو كانت هي لحظة النهاية.

 

فإلى حسام حسن: لك ما لك وعليك ما عليك.. لكن كلنا داعمون لك في تجربة مصرية وطنية خالصة، أتمنى من الله أن توفق فيها وتحفر اسمك في قائمة الذهب كما عودتنا.. ونصيحة استمر في الحلم واللعب مع الكبار.