محمود الشيخ يكتب: رسالة إلى عمرو جمال.. "إنت مش عارف أنا مين"
"أنت مش عارف أنا مين" .. "شفت الدخلة
اللى دخلتها ثبتتهم كلهم" من منا لم
يسمع هذه الجمل؟، ربما نحن جميعاً نسمعها يومياً، وربما يكون أكثر مردديها من عامة
الشعب، ولكنهم يستخدموها كثيراً للخروج من
موقف صعبة تعرضوا له.
الثقة بالنفس هى أهم سلاح يمكن أن يستخدمه أى شخص لعبور
أى أزمة أو موقف صعب قد يتعرض له فى حياته المهنية أو الشخصية، ودائماً ماينجح
الأشخاص أصحاب الثقة فى أنفسهم أكثر من الأقل ثقة، حتى وأن كان الأقل ثقة هم الأعلى كفاءة فى كل شئ.
عمرو جمال مهاجم النادى الأهلى، هو واحد من أفضل
المهاجمين المصريين فى الوقت الحالى، وربما يكون أفضل على الإطلاق فاللاعب صاحب
السن الصغير فرض نفسه على الجميع وأصبح المهاجم الأول فى الأهلى ومنتخب مصر قبل
إصابته بقطع فى الرباط الصليبى، حيث يملك مقومات المهاجم الرائع، قوة فى التحامات،
حماس، غيرة على فريقه، لياقة بدنية، صاحب رأس ذهبية وتحركات سحرية داخل منطقة
الجزاء، لكن مع ذلك نجد اللاعب غير واثق فى نفسه وإمكانياته، وهو مؤشر خطير قد
يهدد مستقبل اللاعب، ويقضى مبكراً على مشواره وتألقه مع القلعة الحمراء.
عمرو جمال بمجرد تعاقد الأهلى مع الغانى إنطواى
والجابونى ماليك إيفونا، أعلن الرحيل، وراح يبحث عن عقد احتراف فى الخارج للهروب
من دكة البدلاء المنتظرة من وجهة نظره، فرغم إمكانيات اللاعب وعمره وشعبيته داخل
جدران الاهلى، فقد الثقه فى نفسه وفى المنافسة مع لاعبين قد يحتاجا وقتاً طويلاً
للتأقلم مع أجواء الأهلى، وقد يجلسا، أو أحدهما له على مقاعد البدلاء، ولكن اللاعب
فقد الثقة وفضل الهروب.
عمرو جمال هذه نصيحتى لك.. أنت واحد من أفضل المهاجمين
الذى أنجبتهم القلعة الحمراء منذ رحيل حسام حسن، لكنك سريع الإنفعال والغضب وأعتقد
أن ذلك أيضاً عائد لعدم ثقتك فى نفسك.. ثق فى قدرتك وإمكانيانك وستصبح مهاجم
مصر الاول، أما الرحيل خارج الأهلى فى هذا
التوقيت سيضرك أكثر مما سيفيدك لأنك لن تتحرف إلا فى دورى ضعيف، فحتى الأن لم تقدم
مع الأهلى مايلفت أنظار الأندية الأوربية الكبرى، وحتى الأن لم تقدم أوراق اعتمادك
كلاعب دولى فى منتخب مصر حتى تتهاتف عليك الأندية الأوربية، وسيكون مصيرك إذا تمسكت
بالاحتراف بهذه الطريقة "الهروبية" اللعب فى أحد الدوريات الأوربية
الضعيفة، ثم ستعود مثل من عادوا مكسور الجناح، غير مأسوف عليك، فاشل فى تجربتك،
ولن تجد مكانك وقتها فى التشكيل الأساسى، وستعانى كثيراً لعدة سنوات بعدما كنت أحد
نجوم الفريق، وفى النهاية سيضر النادى للاستغناء عنك مجاناً.. فحارب على فرصتك من
الأن ولاتستلم.. وافتكر دأئماً إمكانياتك الرائعة .. وأنك "إنت مين"
بلعبك وروحك وأخلاقك داخل الملعب وخارجه.