العبقري أوسكار تاباريز.. هل يعيد أمجاد أوروجواي من جديد ؟
فيما تأتي النتائج في مقدمة أولويات معظم المدربين في عالم كرة القدم، فإنها ليست كل شيء بالنسبة للمدرب الكبير أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي «السماوي»، أكبر المدربين سناً في البطولة ، والذي يؤمن بفلسفة خاصة جداً، يبدو أنها ستعيد المنتخب إلى أمجاده السابقة، عندما حصل على لقب المونديال مرتين في النصف الأول من القرن الماضي.
ويأمل تاباريز في قيادة فريقه إلى المربع الذهبي في المونديال الحالي من خلال التغلب على المنتخب الفرنسي في دور الثمانية للبطولة يوم الجمعة المقبل، ثم المضي حتى الحصول على اللقب.
ويشتهر تاباريز بلقب «المايسترو» أو «المعلم»، كما تتركز تعليماته دائماً حول الإخلاص والانضباط والتواضع.
ويدين منتخب أوروغواي بالفضل الكبير في تأهله لدور الثمانية بالمونديال الحالي إلى تاباريز (71 عاماً) الذي تعود تسميته بالمايسترو أو «المعلم» لعمله السابق كمعلم مدرسي خلال مسيرته كلاعب إضافة لكونه رجلاً حكيماً ومحنكاً في تدريب كرة القدم.
ومع حديثه ببطء وأيضاً حركته البطيئة حالياً متكئاً على عصا بسبب بعض المشاكل في الأعصاب وحديثه عن كرة القدم وغيرها، يبدو تاباريز مثل الفيلسوف أكثر منه مدرباً لكرة القدم.
إنه يحلل مجريات المونديال الروسي بلغة تبدو وكأنها من مكان وزمان آخر، وتتخطى كرة القدم، وكأس العالم، ومجرد النتائج.
وبعد فوز فريقه على المنتخب المصري ، قال تاباريز: «كما يحدث دائماً في تاريخ كرة القدم، إحصائية أخرى تسقط» في إشارة إلى أنها المرة الأولى منذ 1970 التي يستهل فيها منتخب أوروغواي مسيرته في إحدى بطولات كأس العالم بالفوز».
وعلق تاباريز على الهدف الذي خيمينز بضربة رأس ، وقال: «الطرق إلى المرمى لا حصر لها».
هدوء
وفيما يتعامل اللاعبون مع الضغط والقلق في الأداء وقت الحاجة، يظل تاباريز هادئاً.
وعندما أخفق مهاجمه لويس سواريز في هز الشباك أكثر من مرة في مباراة الفريق أمام المنتخب المصري، أشار تاباريز إلى بعض اللاعبين العظماء الآخرين مثل ميسي وبيليه و مارادونا الذين عانوا من أيام شهدت بعض الفشل رغم أمجادهم المعروفة.
وأوضح تاباريز: «كرة القدم، بالإضافة لأشياء أخرى عديدة، هي مسألة بين البشر».
حذر
وبعد التغلب على المنتخب البرتغالي ، تحدث تاباريز عن كرة القدم في أوروغواي وبعض القيم مثل الإخلاص والانضباط وأيضاً التواضع.
وقال تاباريز: «يجب أن نتوخى الحذر إذا اعتبرنا أنفسنا فريدين في أي طريقة خاصة».
ويعتقد تاباريز أن الانضباط ينبع من الداخل. ووصف تاباريز حديث دييغو جودين قائد الفريق إلى اللاعبين قبل المباراة أمام البرتغال، وقال: «قال جودين: نلعب من أجل الأب والأم والشقيق والصديق والجار. ولهذا، من فضلكم يا رفاق، ابذلوا قصارى جهدكم. ولهذا، كان الأداء هكذا على أرض الملعب».
وأضاف: «يجب ألا تنظر إلى الأشياء فقط من عدسة النتائج والمباريات التي تنتهي بالفوز... هناك أيضاً مسألة الإخلاص والولاء والتي تمثل قيمة في حد ذاتها لأنها أساس الرياضة».
وتنبع هذه العبارات من الخبرة الهائلة التي يتمتع بها تاباريز والتي صنعت مكانته الكبيرة حالياً لاسيما وأنه الشخص الذي ساهم في التحول الكبير بمنتخب أوروجواي منذ تولى تدريب الفريق في 2006.
وخلال ولايته الأولى مع منتخب أوروغواي، والتي بدأت في 1988، تأهل الفريق بقيادته إلى كأس العالم 1990 بإيطاليا لتكون أول المشاركات الأربع لتاباريز مع منتخب أوروغواي في بطولات كأس العالم.
ومع عودته لتدريب منتخب أوروغواي (السماوي)، أشرف تاباريز على عملية إصلاح شاملة، مع التزام بتعزيز فرق الشباب في استراتيجية طويلة المدى سرعان ما أثمرت النجاح.
والآن، يحتاج منتخب أوروغواي إلى أن يعود لإرثه كفريق كان يمثل قوة هائلة حتى الخمسينات من القرن الماضي. وقال تاباريز إن هذا الأمر هو ما افتقدته أجيال متعاقبة. ويمثل المنتخب الفرنسي والمواجهة معه يوم الجمعة المقبل العقبة الجديدة في طريق منتخب أوروغواي لاستعادة أمجاده. ولكن، وكما قال تاباريز قبل مواجهة المنتخب البرتغالي، لا أحد يعلم سير المباراة. ومثل العديد من الفلاسفة، يشعر تاباريز بمزيد من الارتياح مع الشكوك.