صلاح وصورة قوة التحكم في الذات.. ماذا يقول علم النفس عن اللقطة؟
تداول عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الصوره التي قام بنشرها محمد صلاح فريق ليفربول الانجليزي، حيث عقب للبعض عليها أنه يقوم بتبرير عدم حضورة احتفالية اختيار الأفضل والتي تنظمها الكاف حيث انه من المقرر انعقادها غدا الثلاثاء، بمنطقة سهل حشيش.
ولذلك حرصت الفجر الرياضي عىي تفسير الصورة التي تم اقتباسها من كتب التنمية البشرية والتي تتعارض مع المتاهج العلمية للدراسات النفسية.
قالت الدكتورة إيناس عزت، أخصائية الطب النفسي: "الأمر يتطلب منا أن نتوقف عند السلوك ونتوقع احتمالات عنه ولكن لا نستطيع أن نجزم أن ما توقعناه هو الحقيقة.. من الممكن أن يكون عدم الحضور لأسباب صحية أو عائلية فلا يجب أن نجزم أن عدم حضوره هو سبب عدم حصوله علي الجائزة، فربما أنه خشي الحضور لكي لا يضع نفسه في ضغط نفسي او تهكم من جمهوره كما حدث في الفترة الاخيرة بعد بطولة إفريقيا".
وتابعت "عزت" أن الصورة التي قام صلاح بنشرها تعرب عن نظرية نفسية لتحليل السلوك الإنسانى وتفسر تفاعل الشخص عند حدوث موقف ما، ولكنها تم إضافة بعض الأفكار والجمل لها بنفس المعنى أو بمعنى متقارب وتحت عنوان ومصطلح يستخدم كثيرا فى التنمية البشرية.
وأضافت أن تحدث عن قوة التحكم فى الذات وهذا التعبير والافتراض بالتحكم فى الذات غير مقبول فى التعامل مع النفس البشرية وفى نظريات علم النفس والمدارس النفسية التى تحلل السلوك لأن التحكم فى الأمور صفة مطلقة ليست من صفات البشر ولكن من صفات الإله ولا نملك نحن كبشر محدودى القدرة والإمكانية إلا أننا نتعامل مع المعطيات المتاحة لدينا بأقصى ما نستطيع من قدرة لكى نتعامل معاها وليس لكى نتحكم فيها.
وواصلت حديثها عن الصورة التي أثرت جدلا كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي قائلة: نعود إلى الصورة ونرى أنها تعبر أن فلسفة الشخص وسلوكه فى المواقف يتحدد لمشاعرك تجاه الموقف والتى يؤثر عليها رؤيته لهذا الحدث وتفكيره فيه وفقا لمعتقداته الخاصة عن نفسه وعن الحياة وعن الآخرين وهذا تفسير النظرية المعرفية للسلوك الإنسانى وانه ليس مجرد سلوك عابر ولكنه ينم عن تفكير وهذا التفكير مبنى على معتقد راسخ يؤمن به الفرد نتج بداخله من تربيته وونشرته واستنتاجاته وخبرته السابقة فى الحياة وهذا كله يتم بشكل سريع جدا لا يدركه الفرد وينتج عنه مشاعر يدركها الفرد بشدة ويتفاعل تجاهها بسلوك له هدف وله منطق على الاقل لدى الشخص ذاته.
كما استشهدت الطبيبة النفسيو بنظرية الطبيب النفسى الشهير "آرون بيك" والتي انبثقت منها مدرسة علاجية هامة وذات فاعلية عالية وهى العلاج المعرفى السلوكى أو Cognitive behavioral therapy CBT.
واختتمت عزت، حديثها أن هذا تحليل مبسط للصورة ومن حق كل شخص أن يفهمها برؤيته الخاصة وحتى من نشرها قد تكون له رؤية مخالفة زلهذا نختلف جميعا فى رؤيتنا لجدوى هذا السلوك فى هذا الموقف ونستطيع أن نضع آلاف الاحتمالات التى نفسر بها هذا ونخمن بها ولكن قدرتنا جميعا قاصرة على فهم ورؤية الحقيقة الكاملة ولا نستطيع أن نجزم مرة بالمئة على نية ناشرها أن نتهمه او نحكم عليه لأنه ليس من حقنا بقدرتنا المحدودة أن نقرأ أفكار الآخرين.