مؤمن الجندي يكتب: عذرًا وزير الإعلام.. من يستأذن لا يأمُر
عندما كنت صغيرا
ضربني أبي على يدي مُعلمني درسًا في الحياة، وهو ضرورة الاستئذان قبل طلب شيء ليس ملكي
أو من حقي.. حتى ولو كان الأمر بسيطًا ولكنه كان يؤصل فضيلة الاستئذان ويعودني عليها!
ها قد كبرت واكتب اليوم عن تلك الفضيلة.
تابعت كما تابع
الجميع خلال الساعات الماضية بيانات وردود من قطبي الإعلام في مصر؛ نعم! وزارة الإعلام
ونقابة الإعلاميين.. الوزير طلب من النقيب في بيان رسمي بلهجة حادة أسماء الإعلاميين
الذين يظهرون على الشاشة أو الإذاعة ولم ينضموا للنقابة.
الحقيقة قد يبدو
الأمر عاديًا فالوزارة تتابع كل ما يحدث في الإعلام ولكن ليس بهذه اللهجة؛ بل أن استقلالية
النقابة لا تقابل بالأمر بل بالاستئذان "الشيك".
رد نقيب الإعلاميين
طارق سعده جاء قويًا مدافعًا عّن استقلالية النقابة كما هو مدرج بالدستور والقانون،
والسبب الرئيسي من وجهة نظري أنه شعر بالأمر المباشر ممن ليس له هذا الحق.. فقام بالرد.
وزير الإعلام لم
يسكت عند هذا الحد، أو يصلح ما أفسده ولو بتغيير
نغمة "أنا الوزير" لا بل جاء تصريحه هجوميًا "لم أعرف إنك تقود نقابة
سرية".. ولاشك أن النقابة استقلالية وليست سرية.
نحن جميعًا نحاول أن نواكب التطور الهائل الذي يحدث في مصر خاصة على المستوى الإداري، فالرئيس يولي اهتمامًا كبيرًا بذلك! فأتمنى التكاتف حتى نصل لما يحلم به الرئيس والمصريين.. فعذرًا معالي الوزير.. من يستأذن لا يأمُر.