اليوم ذكرى اعتزال "أبو تريكة" في ليلة التتويج بالثامنة
تظل ذكرى 10 نوفمبر 2013، تاريخًا لا يُنسى في قلوب عشاق النادي الأهلي ومحبي كرة القدم المصرية والإفريقية بشكل عام، كانت تلك الليلة تجسيدًا لحكاية عن الإصرار والتفاني، وعن نجم لم يتوقف عن العطاء حتى في لحظة الوداع.
ورغم مرور السنوات، يظل محمد أبو تريكة أحد أبرز الأيقونات الرياضية في تاريخ مصر، وأسطورة حية في ملاعب الأهلي، تخلدها البطولات والإنجازات التي حققها مع الفريق طوال مسيرته الكروية.
في مثل هذا اليوم، 10 نوفمبر 2013، أضاف الأهلي النجمة الثامنة إلى سجله الحافل بالبطولات القارية، لقد كانت تلك اللحظة تتويجًا للعديد من الصعوبات والتحديات التي مر بها الفريق طوال الموسم، إضافة إلى كونها ليلة الوداع للنجم الأسطوري محمد أبو تريكة.
كان هذا الإنجاز أكبر من مجرد بطولة، بل كان تجسيدًا للروح القتالية التي تميز بها الأهلي طوال تاريخه، وكان بمثابة شهادة على قدرة الفريق على التكيف والتفوق في ظروف استثنائية.
موسم مليء بالتحديات يتنهي بالنجمة الثامنة
بدأ الفريق في مشوار دوري أبطال إفريقيا، وكانت العيون تتطلع إلى ما يمكن أن يحققه الفريق الأحمر في ظل هذا الضغط التي شهدها الموسم الكروي وقتها.
وعلى الرغم من وجود فرق قوية في البطولة، كان الأهلي يملك من الخبرة والعزيمة ما يساعده على التفوق، وهذا ما تجسد بالفعل عندما وصل إلى نهائي البطولة لملاقاة أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي.
كانت مباراة الذهاب في جوهانسبورج قد انتهت بالتعادل 1-1، وهو ما جعل مباراة الإياب في القاهرة مصيرية، ومع كل الضغوط التي تعرض لها الفريق، ورغم الظروف الصعبة، دخل الأهلي المباراة بعزم لا يلين على التتويج باللقب.
وكان المدرب محمد يوسف، الذي تولى قيادة الفريق في تلك الفترة، يواجه تحديًا كبيرًا، إذ كانت هذه أول تجربة له كمدير فني للفريق في هذا التوقيت الحاسم.
في ملعب المقاولون العرب بالقاهرة، وعلى أرضية ملعب الجبل الأخضر المزدحم بالجماهير، دخل الأهلي المباراة وعيناه على النجمة الثامنة، الجميع يتطلع لفرع الكاس فقط.
كان الفريق في حاجة إلى الفوز بأي نتيجة، أو حتى التعادل بهدفين أو أكثر من أجل الحفاظ على اللقب، وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة، قدّم الأهلي أداء مميز، استطاع من خلاله أن يفرض نفسه على المباراة.
وفي الدقيقة 54، سجّل محمد أبو تريكة الهدف الأول، في واحدة من لحظاته الخالدة في تاريخ النادي، ثم جاء الهدف الثاني في الدقيقة 78 عن طريق أحمد عبد الظاهر، ليحسم الأمور تمامًا ويضع الأهلي على منصة التتويج.
"لحظة الوداع" تريكة يغادر الملاعب المصرية
ورغم ان تلك المباراة كانت تاريخية فقد شهدت لحظة وداع محمد أبو تريكة لجماهيره في مصر، فبالرغم من أن هذه المباراة كانت فاصلة في مسيرة الفريق، كانت أيضًا نهاية لفترة من التألق الشخصي للنجم الكبير أبو تريكة، الذي قاد الفريق إلى التتويج في عدة مناسبات سابقة.
هذه المباراة كانت بمثابة تحية وداع رائعة من "الماجيكو" لجماهيره، التي أحاطته بحب غير مشروط طوال سنوات، بل وكانت الختام الرسمي لمشوار أبو تريكة مع الأهلي في الأراضي المصرية، وهو الذي ترك بصمة لا تُنسى في كل مباراة خاضها مع الفريق.
إنجازات أبو تريكة "مسيرة أسطورية"
محمد أبو تريكة "أمير القلوب" كان أحد أبرز نجوم الأهلي في الألفية الجديدة، بل وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ القارة الإفريقية.
فقد فاز مع الأهلي بـ7 بطولات دوري، 3 كؤوس مصر، 4 كؤوس سوبر محلية، و5 بطولات دوري أبطال إفريقيا (2005، 2006، 2008، 2012، 2013).
حصل على العديد من الجوائز الفردية التي توجت مسيرته، مثل جائزة أفضل لاعب في إفريقيا في 2008 و2013، وجائزة أفضل لاعب في دوري أبطال إفريقيا في 2008، وسجل العديد من الأهداف الحاسمة، وكان الهداف التاريخي لمباريات القمة بين الأهلي والزمالك برصيد 13 هدفًا.
على المستوى الدولي، حقق أبو تريكة مع منتخب مصر كأس الأمم الإفريقية عامي 2006 و2008، وكان جزءًا من المنتخب الذي شارك في كأس العالم للقارات 2009.
رغم الشعبية الجارفة التي يتمتع بها أبو تريكة في مصر، إلا أنه قرر خوض تجربة احترافية خارجية وحيدة في عام 2012، عندما انتقل إلى نادي بني ياس الإماراتي على سبيل الإعارة.
وهناك، حقق مع الفريق بطولة الخليج للأندية لكرة القدم. لكن سرعان ما عاد إلى الأهلي في 2013، ليختتم مسيرته الكروية على أعلى مستوى.
"أبو تريكة" يعلن تعليق حذائه
أعلن أبو تريكة بشكل رسمي اعتزاله كرة القدم في ديسمبر 2013 بعد مشاركته في بطولة كأس العالم للأندية في المغرب، ليبدأ مرحلة جديدة في حياته بعيدًا عن المستطيل الأخضر.
ورغم أن قرار اعتزاله كان رسميًا، إلا أن الجماهير الحمراء ظلّت تطالب ببقائه، وكانت ترفع لافتات "إذا كان الاعتزال قرارك، فالحب ليس باختيارك".